أنشأت طالبان العديد من دور الأيتام في مختلف ولايات أفغانستان، حيث يتم إخضاع الأطفال الأيتام للتعليم والتنشئة الأيديولوجية التي تتبناها الحركة. هذه المراكز، التي تم إنشاؤها بتمويل من الإمارات العربية المتحدة وتركيا، تخضع بالكامل لسيطرة طالبان وإدارتها.
وفقًا للتقارير، تقوم طالبان بضم الأطفال الأيتام الذين فقدوا والديهم خلال حروب الحركة أو الاشتباكات مع القوات الأجنبية، داعش، وغيرها من الجماعات المسلحة، إلى هذه المراكز. بعض دور الأيتام تشمل:
دار أيتام في ميدان وردك بتكلفة 800 ألف دولار
دار أيتام “الإمام البخاري” في ولاية بكتيا (مديرية زرمت) بميزانية 500 ألف دولار
دار أيتام في ولاية خوست بتمويل قدره 250 ألف دولار
دار أيتام في ولاية بلخ بتكلفة 300 ألف دولار
على الرغم من أن الإمارات وتركيا تمولان هذه المراكز تحت غطاء المساعدات الإنسانية، إلا أن الرقابة المشددة لطالبان على المناهج التعليمية وإشراف مسؤولي الأمن التابعين للحركة أثارت مخاوف بشأن استخدام هذه المراكز كقاعدة لتنشئة جيل أيديولوجي موالٍ لطالبان.
تفرض طالبان رقابة صارمة على هذه المراكز، ولا يُسمح إلا للمسؤولين الأمنيين والعسكريين التابعين لها بزيارتها. كما يتم اختيار المدرسين بناءً على توجهاتهم المتطرفة والتكفيرية كجزء من السياسة التعليمية لطالبان في هذه المراكز.
خلال زيارته لدار الأيتام المركزية في خوست، أعلن سراج الدين حقاني، وزير الداخلية في إمارة طالبان، أن الحركة ستتولى رعاية أطفال مقاتليها الذين قُتلوا في الحروب، بالإضافة إلى أيتام الحكومة الأفغانية السابقة، وذلك بأمر مباشر من زعيم طالبان هبة الله آخوند زاده.
وأكد حقاني في خطابه أن هؤلاء الأطفال يجب أن يُربَّوا ليكونوا “جنود المستقبل في الحكومة الإسلامية في أفغانستان”، قائلاً:
“الجهاد نعمة يختارها الله لعباده المخلصين، وهو شرف يُمنح لمن يسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية ومحاربة الكفار.”
في السياق نفسه، أشاد والي بلخ خلال زيارته لدار الأيتام في مزار شريف بمقاتلي طالبان الذين قتلوا، ودعا الأطفال الموجودين إلى أن يكونوا “جنود المستقبل في إمارة أفغانستان الإسلامية”. وخلال الحفل، ظهر العديد من الأطفال يرتدون العمائم البيضاء والسوداء، حيث وصفهم والي بلخ بأنهم “الجيل القادم للحكومة الإسلامية”.
نظرًا للسيطرة الكاملة لطالبان على دور الأيتام، والمناهج التعليمية التي تروج لأيديولوجيتها، والأهداف الواضحة لتنشئة جيل موالٍ للإمارة الإسلامية، يبرز التساؤل التالي: هل هذه الاستثمارات الأجنبية تُقدَّم حقًا كمساعدات إنسانية، أم أنها غطاء لنشر الأيديولوجيا المتطرفة بين الجيل القادم في أفغانستان؟